السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خدمتك للآخرين طريقك للجنة
أعمالنا وأدوارنا في الحيــاة سلسلة من الخدمات نؤديهـا لغيرنا ويؤديها الآخرون لنـا وبدون ذلك تصبح الحيــاة مستحيلة ، فخدمة المؤسسة التي نعمل بها وخدمة المجتمع الذي نعيش فيه ، و خدمة الوطن الذي نحيا تحت سمائه وخدمة الأسرة التي نحن مسؤولين عنها ، كلها ادوار يجب القيام بها
وقيامك بهذه الأدوار أعظم خدمة تقدمها لنفسك والخدمة لا ترتبط بالضرورة بالوظيفة أو العائد المادي فقد تكون :
• خدمة اجتماعية
• خدمة تطوعية
• خدمة إنسانية
• خدمات طارئة
وكل خدمة تؤديها بإخلاص لها عائد يفوق العائد المادي ،ولكن الأمر يحتاج لتصحيح بعض المفاهيم الخطأ للخدمة ، فالبعض يعتقد أن :
• الخدمة ذل وخضوع للآخرين
• الحد الأدنى من الخدمة يكفي
• لا تقدم سوى الخدمة التي تحقق مصلحة مباشرة
• التوسع في الخدمة يجلب متاعب أنت في غنى عنها
• الخدمة أفعال وإجراءات لا علاقة لها بالقلب والروح
أما المفهوم الصحيح للخدمة:
• الخدمة شرف والإخلاص فيها يرفع مكانتك
• الخدمة واجب والتقصير فيها خيانـــة
• الخدمة كرامة والتخلي عنها إهانة للنفس
• الخدمة حضارة والتميز فيها دليل الرقــى
• الخدمة عبادة وإتقانها يؤدي إلى رضا الله
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا يزال الله في حاجة العبد ما دام العبد في حاجة أخيه )
( ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ، ثم جعل من حوائج الناس إليه فتبرم ، فقد عرض تلك النعمة للزوال)
( إن لله عند أقوام نعما أقرها عندهم ما كانوا في حوائج المسلمين ، ما لم يملوهم ، فإذا ملوهم نقلها إلى غيرهم )
ويقول ابن السماك : عجبت لمن يشترى المماليك بماله ولا يشترى الآخرين بمعروفه
ويقول الشاعر :
تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ويقول آخر :
الناس بالناس ما دام الوفاء لهم والعسر واليسر أوقات وساعات
وأكرم الناس من بين الورى رجل تقضى على يديه للناس حاجات
فهل أنت مستعد للتنازل عن مقعدك في الجنة بعد الآن وصدق خاتم رسل الله القائل: ( إن لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم إلى الخير وحبب الخير إليهم أولئك هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة )
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
( أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن ، كسوت عورته ، أو أشبعت جوعته ، أو قضيت له حاجته ) رواه الطبراني
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : [ أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربة ، أو يقضي عنه دينا ، أو يطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ( يعني : مسجد المدينة ) شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه _ ولو شاء أن يمضيه أمضاه _ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ؛ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ، وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ] أخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة المجلد الثاني ، صفحة 574 ، رقم الحديث 906 ، وقال: حسن