الدراسات إلى أن الطلاق يمكن أن يكون مدمرا بالنسبة للأطفال تماما كوفاة
أحد الوالدين. ولكن كل هذا يتوقف على الطريقة التي يدار بها هذا الوضع.
فالصبيان هم أكثر عرضة من البنات. أصعب الفترات بالنسبة للأطفال هي فترات
السنوات الأولى في حياة الطفل، من ثلاث إلى ست سنوات والمراهقة. ومع ذلك،
فإن فترة المراهقة، هي الأكثر إيلاما لأنه في هذه السن، يكون الشباب بحاجة
ماسة إلى علاقات تتسم بالأستقرارعلاوة علي قدرتهم في إدراك الأمور. ما لا
يجب فعله هو التقليل من هذه الظواهر كأن يقال لهم أن (الأمر عادي )ولكن
يجبالأعتراف بالاحتياجات العاطفية المتزايدة للأطفال في هذه الأوقات
العصيبة. إن تلبية هذه الاحتياجات هي مهمة صعبة بالنسبة للآباء لأنهم هم
أنفسهم في فترة أزمة حادة تتسم بالحزن، الشعور بالذنب والاضطراب.[/b][/color]
في
أعقاب الأنفصال تنجم لدي الأطفال ظواهر نفسية وسلوكية متفاوتة تكون بسبب
عدم قبول الطفل لوضع لم يعتاد عليه حين يري أبويه لم يعودا سويا امامه
كسابق عهدهما فتعتريه ظواهر نفسية سلوكية غير إرادية لتعبيره لاشعوريا عن
رفضه أو حزنه حيال تلك الصدمة التي ربما لايتفهم أبعادها جيدا :
الأرتداد
: كلما كان الأطفال أصغر سنا، كلما طالت فترة الحرمان، كلما زادت المخاطر.
ويتطلب انفصال الآباء من الطفل أن يتكيف فجأة علي الوضع الجديد وإعادة
تعريف كاملة لعالمه وهو ما يؤدي إلى حدوث تباطؤ في نموه، وحدوث فترة تراجع
أو نكوص . ويميل الأطفال من 3 إلى 5 سنوات إلي محاولة انكار الانفصال عبر
انتهاج سلوك مرتبط بمرحلة سابقة : "التبول" في الفراش، صعوبة اللغة،
الكوابيس الكثيرة.
العدوانية : في أي سن، يعبر الأطفال عن الغضب في
بعض الأحيان محاولين بذلك التوصل الى الطرف المذنب. هذا الغضب يمكن أن
يفسر كنوع من إخراج لشعورا مكبوتا بالرفض والعجز. الأطفال لا يختارون هذا
الأنفصال : فهم يعانون من قرار آبائهم، وبالتالي فهم يشعرون بالعزلة.
الغضب الذي يحدث بعد صدمة الإعلان عن الأنفصال وهو رد فعل طبيعي، و يمكن
اعتبار بناءة.
الحزن: في كثير من الأحيان يعيش الأطفال والمراهقون
وحدهم. هذا الشعور العميق بخيبة الأمل حيث يزعزع الصورة التي لديهم عن
أنفسهم وعن علاقتهم بالآخرين.
الشعور بالذنب: يتساءل الأطفال عن
سلوكهم وتصرفاتهم السابقة، ويشعرون بالمسؤولية عن المنازعات التي حدثت بين
والديهم أو عن قرارهما بالأنفصال. دون فهم "لماذا" ، فهم يستنتجون أنهم هم
المسؤلون، وخصوصا في سن 8-9 سنوات.
الخوف من أن يتركهم الاباء: غالبا
ما يترك الطفل مع الأم، وبالتالي يعتقد أنه قد فقد أباه لأنه لا يراه في
كثير من الأحيان كما كان الحال من قبل. وبناء على ذلك، كثيرا ما يخافون
أيضا من فقدان الأم لأن هذه الأخيرة بسبب هذه الحالة، ستضطر للعمل أو
استئناف دراستها، وبدورها ستكون أقل تواجدا مع هذا الطفل.
محاولة
المصالحة : لدي الأطفال رغبة قوية جدا، حتى بعد 10 سنوات، في التوفيق بين
والديهم. فهم يبتكرون العديد من الخطط في سبيل ذلك، إذ أنهم يرون أن خطوة
الأنفصال تنذر باضطرابات وتحمل نذر خطيرة .
وبخاصة في مرحلة المراهقة
التي تتسم بسلوك واضح من اللا المبالاة . يمكن للطلاق أن يزيد من مشاعر
القلق ولكن بشكل عام، يميل المراهقين إلى مزيد من الانسحاب من أجل مجابهة
الألم الناتج عن تفكك الأسرة. بعد أن شهدوا صعوبات الحياة الزوجية، فإنه
يشكك في صحة الزواج والأبوة.
تضارب الولاء : كل علماء النفس لا
يوافقون على هذا المفهوم، ولكنهم جميعا يدركون أن الطفل يمكن أن يقدم
الدعم لأحد والديه الذي يعتقد أنه هو الضحية والأكثر ضعفا. في هذه الحالة
تتهيأ الظروف لظهور تضارب الولاء. كثير من الآباء لايرضون أن يكون أطفالهم
علي علاقة إيجابية مع الزوج السابق. من ثم يتبلور الشعور لدي الطفل أنه
دائما يخون أحد والديه : " إنني لا أستطيع أن أقول لوالدتي أنني أقدر
اللحظات التي أعيشها مع والدي لأن ذلك الأمر يثير غضبها أو أنني إذا ما
قلت شيئا ضد والدي، هكذا فأنا أخونه... " من هنا تكون هناك ضرورة لمساعدة
خارجية ومتخصصة و وهناك حاجة لمساعدة الطفل للخروج من هذه الحلقة المفرغة.
الطلاق ابغض الحلال الى الله وله انعكاسات سلبية مدمرة ليس على
الأطفال فقط ولكن على الزوج والزوجة والأقارب لما يتبعه من عداء ومشاحنات
وجلسات محاكم يتسلح فيها جميع الأطراف بالكذب ومغاضبة الله وشهادة الزور
وكلها مزالق الى جهنم اما الأطفال فهم الساتر البشرى للحرب المعلنة وهم
ضحايا بث السموم والكراهية مما يجعلهم مضطربين نفسيا ومتأخرين دراسيا
وتملأ العقد النفسية صدورهم وهم يقارنون احوالهم بأحوال اقرانهم المستقرين
اسريا ولو علم الأزواج ضريبة الطلاق الباهظة لتنازلوا عن الكثير لدوام
العشرة تحت سقف واحد
[/center]